لم يكن تعليق الشركة لعمليات الشحن ونقل البضائع الى مطار رفيق الحريري الدولي في لبنان، الا انسجاماً مع حرصها على ضرورة تأمين المقومات اللازمة لحماية امن الرحلات والعملاء والبضائع والطواقم.
وتعليقاً على قرار تعليق عمليات الشحن الى لبنان، قال المدير التجاري للخطوط الجوية البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا باولو دي رينزيس لمجلة "النقل" اننا "اتخذنا قراراً بالتعليق الموقت لخدمات الشحن من لبنان بعد التقارير التي تحدثت عن ارتفاع نسبة المخاطر، وعدم تطبيق المعايير الدولية في التفتيش والتدقيق في مطار بيروت الدولي"، كاشفاً عن "اننا نراجع إجراءاتنا، ونأسف لأيّ إزعاج يرتّبه هذا القرار"، مضيفاً: "السلامة والأمن هما دائماً الاولوية القصوى بالنسبة الينا، وعلينا ضمان اننا راضون بالكامل عن إجراءات الشحن المعتمَدة من بيروت".
ولفت الى انه "بدءاً من حزيران – يونيو المقبل، سوف تنتقل الرحلات القادمة من بيروت وعمّان وباكو في أذربيجان إلى مطار هيثرو من المبنى رقم 1 إلى المبنى رقم 5، لتوحيد الرحلات القادمة إلى مطار هيثرو من ثلاث مبان إلى مبنيين".
واعلن دي رينزيس ان "الخطوط الجوية البريطانية تعمل على الاستثمار في التكنولوجيا لارتباطها بتطور قطاع الطيران"، مشيراً الى "اننا نراقب عن كثب أحدث الابتكارات التكنولوجية لتلبية الطلبات المستقبلية لعملائنا، ومنح المسافرين تجربة سفر عالية الجودة وسلسة ومريحة".
وتحدث عن ان "شركتنا تبحث دائماً عن آخر الابتكارات في قطاع السفر جواً"، معلناً اننا "نعمل حالياً على متابعة مفهوم شرائط الحقائب الإلكترونية، وتقديم خدمة جلب الحقائب الذاتية ومحطات وضع الشرائط الذاتية في مطار هيثرو في لندن لتقليل وقوف المسافرين في الطابور".
وفيما يأتي نص الحوار مع باولو دي رينزيس:
لماذا اتخذتم قرار تعليق الشحن من مطار رفيق الحريري الدولي؟
◄ اتخذنا قراراً بالتعليق المؤقت لخدمات الشحن من لبنان بينما نراجع إجراءاتنا، ونأسف لأيّ إزعاج يرتّبه هذا القرار. لان السلامة والأمن هما دائماً الاولوية القصوى لنا، وعلينا ضمان اننا راضون بالكامل عن إجراءات الشحن المعتمَدة من بيروت.
كيف تقيمون أداء الخطوط الجوية البريطانية في لبنان؟
◄ تُسير الخطوط الجوية البريطانية سبع رحلات أسبوعياً على خط بيروت لندن من خلال طائرات أيرباص أي 321. ويعمد أكثر من نصف المسافرين على متن الخطوط الجوية البريطانية من لبنان إلى مواصلة رحلاتهم إلى مقاصد في أميركا الشمالية. ومن خلال الرحلات السبع الأسبوعية التي تنطلق من بيروت بما فيها تلك التي تتوقف في مطار هيثرو، تتاح الفرصة للمسافرين لاستكشاف العاصمة البريطانية وزيارة محلاتها الشهيرة مثل هارودز واقتناء بعض الأشياء الخاصة لإهدائها إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة في الجزء الآخر من الأطلسي.
وبدءاً من يونيو 2015، فإن الرحلات المتجهة من بيروت وكذلك من عمّان وباكو في أذربيجان إلى مطار هيثرو ستنتقل من المبنى رقم 1 إلى المبنى رقم 5. ويُعد هذا الإعلان جزءاً من خطة تفصيلية متكاملة كشفت عنها الشركة بهدف توحيد الرحلات القادمة إلى مطار هيثرو من ثلاث مبان إلى مبنيين: المبنى رقم 3 والمبنى رقم 5 نهاية سنة 2016. وفي حين اكتمال كافة مراحل الخطة وعمليات الانتقال، ستتحول 118 وجهة من المسارات التي تُسيرها الخطوط الجوية البريطانية من وإلى مطار هيثرو إلى المبنى رقم 5 في حين ستسير 21 رحلة من المبنى رقم-3.
المسافرون من لبنان مهتمون بشكل كبير في استخدام التكنولوجيا أثناء الرحلات. وأظهرت أحدث الدراسات التي قامت بها الخطوط الجوية البريطانية بأن 38 في المئة من المسافرين يستعمل خدمات التدقيق الإلكتروني في حين يعمد 34 في المئة إلى شراء التذاكر إلكترونياً. ماذا يعني ذلك لكم؟ وما الذي تستطيع الخطوط الجوية البريطانية تقديمه في هذا المجال؟
◄ نحن في الخطوط الجوية البريطانية نراقب عن كثب أحدث الابتكارات التكنولوجية لتلبية طلبات العملاء المقبلة، حيث يهمنا مواصلة منح المسافرين تجربة سفر عالية الجودة وسلسة ومريحة.
من هنا، تبرز نتائج الدارسة التي قامت به الخطوط الجوية البريطانية توجهاً آخذاً بالصعود من جانب المسافرين جواً لتوفير الوقت والمال باستخدام التكنولوجيا المتنقلة. وبالإضافة إلى أهمية الحجز وإكمال ترتيبات السفر إلكترونياً، كشفت الدراسة عن وجود عدد متزايد من المسافرين في الشرق الأوسط ممن يفضلون استخدام بطاقات صعود الطائرة من خلال الهواتف المحمولة أثناء تدقيق الركاب. وعلى صعيد المنطقة، انتقل شخص من بين كل ستة أشخاص إلى استخدام بطاقة الصعود الرقمية.
وإننا نبحث على الدوام عن الابتكار المقبل في قطاع السفر جواً ونعمل حالياً على متابعة مفهوم شرائط الحقائب الإلكترونية ونقدم خدمة جلب الحقائب الذاتية ومحطات وضع الشرائط الذاتية في مطار هثيرو في لندن لتقليل مدة وقوف المسافرين في الطابور والتكفل بمنحهم تجربة سفر سلسة.
وتتيح الخطوط الجوية البريطانية عدداً من الخدمات التي توفر الوقت على المسافرين، بما فيها التدقيق الإلكتروني السهل واليسير قبل 24 ساعة من وقت المغادرة عبر الموقع الإلكتروني ba.com. ويتوفر تطبيق مختص للهواتف المحمولة مثل آي فون وبلاك بيري والهواتف التي تعمل بنظام أندرويد وويندوز يمكن تحميله ويتيح للمسافرين إكمال إدارة عملية السفر بشكل تام كالحجز والتدقيق والحصول على بطاقة الصعود الرقمية بمجرد النقر على بعض الأزرار في أي وقت، مما يُمكن عشاق التكنولوجيا ومستخدميها في المنطقة من التحكم برحلاتهم بالشكل الذي يروق لهم.
الخطوط الجوية البريطانية هي الناقل الرسمي للمملكة المتحدة، ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها الشركة حتى الآن؟
◄ منذ تأسيس الخطوط الجوية البريطانية عام 1932 ، كان الشرق الأوسط أحد الأسواق المهمة بالنسبة إلينا، حيث نسيّر حالياً عدداً أكبر من الرحلات من المنطقة واليها. وخلال الاعوام الخمسة الماضية، رفعنا عدد الرحلات ما بين الشرق الأوسط ومطار هيثرو في لندن بمعدل 40 في المئة بفعل الطلب العالي والمستمر، الأمر الذي يتيح لنا الاستثمار في شكل أكبر في الوجهات الخاصة بهذه المنطقة.
وعند الحديث عن الإنجازات، لا بد من ان نذكر ان الخطوط الجوية البريطانية كانت السباقة في تقديم الوجبات خلال الرحلات على متن الطائرات التجارية وذلك في العام 1927. وحالياً، يقدم أفراد طاقم مقصورات الشركة 100 ألف وجبة يومياً إلى المسافرين. وفي يناير 1976 أقلعت الكونكورد التابعة للخطوط الجوية البريطانية والطيران الفرنسي في وقت واحد، إيذاناً بتوفير خدمات طائرات المسافرين التي تفوق سرعة الصوت في العالم لأول مرة. وكان الانجاز الأبرز الثاني في خدمات الرحلات الطويلة الفاخرة عام 1996 عندما أزاحت الشركة الستار عن مقاعد يمكن تحويلها إلى أسرة مستوية بالكامل بمجرد لمسة زر، وكذلك المقصورات شبه الخاصة ضمن الدرجة الأولى. وفي العام 2000 كانت الخطوط البريطانية السباقة ايضاً في مجال سفر رجال الأعمال بإطلاقها أول سرير مستو بالكامل في هذه المقصورة.
وللحفاظ على التفوق في المنافسة، قطعت الخطوط الجوية البريطانية أشواطاً طويلة في استثمار أكثر من 5 مليار جنيه استرليني في شراء طائرات جديدة وتحديث المقصورات بتقنيات أكثر ذكاءً وإقامة مناطق استقبال أنيقة واعتماد تكنولوجيا جديدة لتعزيز مزايا الراحة التي يحصل عليها المسافرون خلال الرحلات أو أثناء الانتظار والاستقبال.
ما الدول التي تسير الخطوط الجوية البريطانية رحلات إليها؟
◄ تسير الخطوط الجوية البريطانية رحلات إلى 179 وجهة، منها: 9 وجهات في المملكة المتحدة و84 في أوروبا و86 في بقية أنحاء العالم. وخلال البرنامج الخاص بفصل الشتاء (من نوفمبر حتى مارس)، تسير الشركة رحلات يومية إلى مطار هيثرو من بيروت. وتسير الخطوط الجوية البريطانية 93 رحلة أسبوعياً من دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان والأردن وكازاخستان وأذربيجان.
وفي العام 2014، أطلقت الخطوط الجوية البريطانية رحلات من لندن إلى كل من لوس أنجلوس وهونغ كونغ وجوهانسبرغ وسنغافورة وواشنطن على متن طائرة أيرباص أي 380 العملاقة. وخلال صيف 2015 سوف نبدأ بتسيير رحلات على متن هذه الطائرة العملاقة إلى سان فرانسيسكو.
متى أنطلقت أول رحلة للخطوط الجوية البريطانية؟ وما هو هدف الشركة للمستقبل؟
◄ يعود تاريخ الخطوط الجوية البريطانية إلى أيام ولادة الطيران المدني، والتي تلت الحرب العالمية الأولى. وخلال الـ 90 سنة التي مضت منذ إنطلاق أول رحلة جوية في العالم في 25 أغسطس 1919 ، شهد قطاع النقل الجوي تغيرات هائلة، فحفل كل عقد بتطورات وتحديات جديدة أسهمت في تمهيد الطريق صوب المستقبل. وفي 25 أغسطس 1919 ، أطلقت شركة ايركرافت ترانسبورت أند ترافيل ليميتيد (T&TA)، الشركة التي خرجت منها الخطوط الجوية البريطانية، أول رحلات جوية دولية منتظمة في العالم بين لندن وباريس. وخلال تلك الرحلة الأولى، سافر شخص واحد مع شحنة تضمنت صحفاً وكريم ديفونشاير ومربى وأحد الطيور.
وفي الحقيقة، إن الاستثمار في التكنولوجيا يلعب أهمية قصوى في قطاع الطيران. وبالتزامن مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، يتطور قطاع الطيران بشكل لافت لتقديم تجربة أفضل للمسافرين. من هنا، تعمد الخطوط الجوية البريطانية إلى الاستثمار بشكل كبير في تطوير الخدمات وتعزيز عملية التفاعل والتواصل مع العملاء.
اخيراً، أطلقت نيكول شيرسنجر، قائدة فرقة "بوسي كات دولز" للغناء سابقاً والفنانة الشهيرة، أحدث الابتكارات من الخطوط الجوية البريطانية، والتي تتيح للعملاء تجربة المقاصد التي يودون السفر إليها في عالم يحاكي الواقع تماماً قبل حجز الرحلة. وتستخدم الخطوط الجوية البريطانية أجهزة "أوكليوس ريفت" التي توضع على الرأس للحصول على تجارب الحياة اليومية في أميركا عبر عرض صور فيديوية بدرجة 360. ومن بين هذه الصور الحية ركوب الأحصنة الهائجة في تكساس وركوب عجلة التزلج على شاطئ كاليفورنيا والتزلج على الجليد الذي يشرف على أفق نيويورك الشهيرة.
وفي ظل تطور قطاع السفر وفي شكل مستمر حالياً، فإن من المهم للخطوط الجوية البريطانية، باعتبارها الناقلة الرائدة على الصعيد العالمي، الاستثمار بشكل دائم في الخدمات ومرافق المطار وذلك استجابةً للطلب المطرد من جانب المسافرين.
ما عدد الطائرات التي تملكها الشركة؟ وما أنواعها؟
◄ حالياً، نشغل 280 طائرة في رحلات الخطوط الجوية البريطانية الطويلة والقصيرة وكذلك في رحلات اوبنسكاي وبي أي سيتي فلاير التابعة. وتعد هذه الطائرات الأكبر والأكثر تطوراً ضمن أساطيل الطائرات في العالم. وقامت الخطوط الجوية البريطانية بطلبية 12 طائرة أيرباص أي 380 ستصل سنة 2016. واستلمنا الدفعة الأولى من الطائرات في يوليو 2013 حيث تعمل ثمان طائرات منها ضمن أسطول الشركة. وإلى جانب طائرات 787 دريملاينر، تمثل طائرات أيرباص أي 380 الحجر الأساس لاستثمار الشركة البالغ 5 مليارات جنيه في منتجات وخدمات تعود بالفائدة على العملاء.
في ضوء انخفاض أسعار النفط، ثمة تقارير تتوقع إنخفاض أسعار تذاكر السفر العام الجاري. ما هو رأيكم؟ وفي حال صحة ذلك، هل سيؤثر الامر سلباً على أرباح الشركة واستمرارية عملها؟
◄ ليس بوسعي التعليق على أسعار الوقود، أو التكاليف أو القضايا ذات الصلة بالحجوزات والايرادات.
ما هو تأثير الواقع الأمني غير المستقر في بعض الدول على الطيران، خاصة مع تعليق الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى العراق بسبب الاخطار الأمنية المتزايدة؟
◄ نحن في الخطوط الجوية البريطانية نولي أهمية قصوى إلى أمن وسلامة العملاء وطاقم الرحلات، ونعمل في شكل حثيث ومتواصل مع المطارات والحكومات حول العالم من أجل ذلك.