عرِفَ عن المرأة الإماراتية، تحديها لكل المصاعب التي قد تقف أمام وصولها لأهدافها ولإثبات مدى قوتها و صلابتها ومثابرتها.
لذا قررت عائشة المرزوقي ذات الثمانية والعشرين عاماً أن تجلس وحدها في غرفة زجاجية تطل من خلالها على المياه الزرقاء لميناء خليفة،ليس لتراقب سفن الحاويات وهي ترسو إلى الرصيف ولكن لتتحكم بثقة بواحدة من أضخم رافعات الرصيف في العالم. لتكسر بذلك كل القواعد والعمل كـ"مشغلة رافعة كبيرة" من السفينة إلى الشاطئ، وهو عمل لم تسبقها فيه أي مواطنة إماراتية أخرى
نظّمت شركة مرافئ أبوظبي، القائمة بإدارة وتشغيل محطة الحاويات في ميناء خليفة ، يوماً مفتوحاً للشباب الاماراتيين، بالتعاون مع شركة موانئ أبوظبي الساعية إلى توظيف شباب إماراتيين، للقيام بوظائف تشغيلية في محطة الحاويات.
يومها قررت الشابة الإماراتية عائشة المرزوقي، المهتمة بصناعة موانئ الامارات النامية التقدّم لشغل وظيفة مشغّلة رافعة كبيرة (من السفينة الى الشاطئ)، وهو دور فريد بالنسبة لامرأة قائلةإنها منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها بهذه الوظيفة، صممت على التقدم لها، فهي فخورة بكونها أول مشغلة رافعات إماراتية، متمنية أن تكون تجربتها لها دورا في إلهام المزيد من النساء الإماراتيات للقيام بوظائف تعد فريدة بالنسبة لهن.
تتحدث مرزوقي عن عملها قائله: "إن أهم الأمور عند تشغيل رافعة هو مراعاة التركيز الكامل والاستعداد دوما لاتخاذ قرارات فورية بغير تردد، فقد يصل ارتفاع الرافعة إلى 126.5 متراً ويصل مداها إلى 65 متراً وهو ما يعادل 22 حاوية تصل طاقة الرفع الخاصة بها إلى 90 طناً"، موضحة "إلى جانب الحد الأدنى من ساعات التدريب المطلوبة، هناك العديد من الاختبارات التي ينبغي اجتيازها قبل الحصول على الشهادة الرسمية".
وتضيف المرزوقي ان أكثر ما تستمتع به في وظيفتها هو تحقيق أهداف جديدة للانتاجية، وما يحفزها هو تحطيم رقم قياسي جديد لحركة الرافعه في كل ساعة وهو مؤشر رئيسي للأداء في محطة بحرية.
هذا وقد تم اختيار عائشة لحضور معرض توظيف أبو ظبي، للتحدث إلى المواطنين المهتمين بهذه المهنة، وتعد شركة "مرافئ أبو ظبي" في الطليعة من حيث التعامل مع حركة الحاويات الضخمة التي تجلب الغالبية العظمى من البضائع إلى الإمارات العربية المتحدة في كل يوم، وتلعب دوراً مهماً في تسهيل النمو الاقتصادي من خلال الربط بين أبو ظبي وكافة الإمارات الأخرى بشكل عام وبين الأسواق العالمية