نذر نفسه وحياته لخدمة العراق وشعبه، ومنذ مطلع العام 2011 هو يدرس بعناية فائقة الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد، اضافة الى ظاهرة الفساد المنتشرة في كافة المؤسسات الحكومية العراقية، لذا كانت مكافحة الفساد والمفسدين من اولوياته.
هو وزير النقل والمواصلات العراقي باقر جبر الزبيدي، من الوزراء الاكثر نشاطاً على الساحة العراقية حيث يبدأ عمله الساعة الثامنة صباحاً ويستمر حتى منتصف الليل، يتنقل خلالها ما بين الوزارة والمطار وشركة المسافرين والوفود والسكك الحديد والنقل البري والنقل الخاص والموانئ، رغم بعد المسافة التي تفصله عنها، يحرص على متابعة ومعرفة كافة التفاصيل والاطلاع عليها.
تولى وزارات عدة في البلاد، ففي العام 2003 تولى منصب وزير الأعمال والإسكان، ثم اسندت اليه حقيبة وزارة الداخلية في العام 2005، واستلم حقيبة وزارة المالية في 2006. وتم انتخابه عضواً في البرلمان العراقي العام 2010.
عندما استلم مهامة في وزارة النقل والمواصلات في العام 2014 قام بعزل الكثير من الفاسدين والمفسدين، ومن هنا بدأت رحلة الاصلاح لوزير تشهد له سيرته الذاتية على نزاهته وحسن خلقه واجتهاده وتفانيه لخدمة العراق وشعبه ومستقبله.
"النقل" التقت وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي وكان معه الحوار الاتي:
• توليتم مهام وزارة النقل في الوقت الذي يمر به العراق والدول المحيطة به في اصعب المراحل، كيف ترى مستقبل النقل العراقي خصوصاً والنقل العربي عموماً؟
- لنطل اطلالة بسيطة من قبل مجلتكم على مجمل الانجازات التي تحققت في وزارة النقل العراقية تغنيكم عن التعريف على مستقبل النقل في العراق.
رغم الظروف والتحديات الامنية والمالية الصعبة استطعنا ان نحقق قفزات نوعية من خلال الاستثمار والتشغيل المشترك. ونعمل حالياً على تنفيذ مشاريع كبرى من خلال الدفع الآجل بالقروض الميسرة، اما على المستوى العربي فقد خطونا خطوات جيدة مع الاردن ومصر من خلال شركة الجسر العربي التي تمتلكها الدول الثلاث العراق والاردن ومصر ونتطلع لأشراك الغرب العربي وشمال افريقيا ودول الخليج في مشاريع متعددة.
• من خلال متابعة اخبارك نجد انك من الوزراء الاكثر حضوراً على الساحة العراقية وجولاتك الخارجية، اضافة الى اللقاءات مع السفراء المعتمدين في العراق. ماذا تقدم تلك الجولات واللقاءات للقطاع النقل؟
- ان باكورة اي نجاح يعتمد على البدء بسلسلة من اللقاءات والحوارات العميقة مع سفراء الدول الراغبة بالعمل المشترك مع العراق وجولاتنا مع الوزراء، وقد حققنا في هذا المجال قفزات مهمة في افتتاح العديد من الخطوط العراقية والعربية والاسلامية والتقينا كبرى الشركات العالمية في مجال النقل البري والبحري والجوي والموانئ ونعد شعبنا العراقي والعربي بتقديم المزيد من اجل النهوض بواقع النقل.
* بعد الزيارات التي تقومون بها الى العديد من الدول الاوروبية والعربية، هل من تجاوب معكم من تلك الدول، وما هي اهم المشاريع التي تم الاتفاق عليها؟
- نعم، لمسنا تجاوباً واضحاً وكبيراً واستقبالاً مهماً وتطلعاً دولياً لإقامة افضل مستويات الشراكة كما الرغبة بالاستثمار في العراق، اما اهم المشاريع التي نعمل على انجازها مع تلك الدول هي بناء خطوط سكك حديد بطول 3000 كيلو متر تربط الخليج وموانئ العراق باوروبا عبر تركيا كما الربط السككي مع ايران والاردن والمغرب العربي عبر الجسر العربي .
* هناك مشاريع ضخمة تتعاون وزارة النقل والحكومة العراقية على تنفيذها، هل انتم متفائلون بالنتائج؟
- نعم نحن متفائلون بالنتائج واقول: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"
* ما العقبات التي تعترض او تقف حائلاً امام تنفيذ بعض المشاريع؟ وكيف تعملون على تذليلها؟
- العقبة الرئيسية هي المسألة الامنية في صلاح الدين والموصل والانبار ولذلك قسمنا مشاريع سكك الحديد الى مراحل عدة .. تبدأ بالمناطق الآمنة وتنتهي بالساخنة بعد تأمينها وتأهيلها كما نجحنا نجاحاً كبيراً في استقطاب عدد من الشركات العالمية الخاصة ببناء الارصفة المتطورة من الجيل الرابع والخامس في موانئ ام قصر الشمالي والجنوبي وخور عبدالله والزبير والمعقل.
وتعتبر وزارة النقل الوزارة الوحيدة في العراق التي ترفد الموازنة العامة بالأموال رغم الازمة المالية الحالية وقد حققنا انجازات واضحة في تعظيم الموارد عبر تحويل عدد من الشركات من خاسرة في السابق الى رابحة في الوقت الراهن.
• نتيجة الاضطرابات الامنية في العديد من الدول المحيطة بالعراق، اصبحت المعابر الحدودية شبه مغلقة، ما يعني ان النقل البري او العبور البري اصبح في خطر ما البدائل التي تم اعتمادها لتفادي الاخطار؟
- ان البدائل التي تم اعتمادها هي تفعيل مجال الموانئ والنقل الجوي (الشحن) وذهبنا باتجاه ايجاد الطرق البديلة عبر دول الجوار الآمنة مثل الكويت وايران وتركيا وصولاً الى اوروبا.
* كيف ترى واقع قطاع النقل الجوي في العراق، وما هي اهم الخطوات التي اتبعتها لتطوير وتحسين هذا القطاع في المستقبل
- نجحنا في تطوير الاسطول الجوي عبر التعاقد مع شركات عالمية لرفد الخطوط الجوية العراقية بطائرات حديثة متطورة كما منحنا اجازات لنواقل وطنية متعددة واعلنا عن استقطاب شركات عالمية للمساعدات الانسانية وشركات امنية لحماية المطار ومحيطه اضافة الى وجود شركات خاصة بالتفتيش ولذلك استطعنا ان نصل الى عواصم مهمة مثل لندن، مانشستر ومالمو وفرانكفورت ويريفان واسطنبول وانقرة والعديد من العواصم العربية والاسلامية اضافة الى بكين وكوانجو وماليزيا والهند ودول اخرى.
* اعلنت الخطوط الجوية العراقية انها تمتلك سبع طائرات بوينغ، كما أنها ستتسلم عشر طائرات نهاية العام الجاري، كما ستبدأ العام المقبل بتسلم طائرات (سي سيريس) من شركة بومباردييه الكندية؟ ماذا يعني ذلك لكم كوزير للنقل وايضاً للعراق ككل؟
* مجموع الطائرات التي استلمتها وتستلمها شركة الخطوط الجوية العراقية اكثر من 40 طائرة من نوع بوينك متعددة الانواع من بينها طائرة دريم لاند (787) (777) كما سنتسلم في العام المقبل طائرات (CRG) الكندية وهذا يعني اننا في طور التطور الكبير، وسنشهد خلال الـ الستة اشهر القادمة تشغيل ثلاث مطارات مدنية جديدة في الناصرية والكوت وميسان اضافة الى المطارات العاملة حاليا في بغداد والنجف والبصرة واربيل والسليمانية والموصل (متوقف حالياً بسبب الارهاب) اضافة الى مطارين عالميين سيتم انشاؤهما الاول في كربلاء (مطار الامام الحسين عليه السلام) ومطار الديوانية.
* معالي الوزير تعمل لتحويل الموانئ العراقية وارصفتها الى موانئ حقيقية، كيف ستحقق هذا الهدف؟
- نعم الموانئ العراقية تحولت فعلاً الى موانئ حقيقية من خلال التشغيل المشترك مع كبرى الشركات العربية العالمية ونمتلك مخازن تبريد متطورة وساحات لاستقبال حاويات بمساحة مليون متر مربع ولدينا المزيد .
* ما هي اهم مشاريع السكك الحديدية التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟
- المرحلة الاولى ربط كربلاء بالنجف وبغداد، بابل - كربلاء مروراً بعدد من المحافظات وصولاً الى البصرة والموانئ العراقية. والمرحلة الثالثة ستكون بغداد زاخو عبر صلاح الدين والموصل ودهوك كما ربط السليمانية واربيل ودهوك، اضف الى ذلك فان المرحلة الرابعة ستشهد ربط سكك حديد خط تحرير الممتد من ايران بغداد الانبار ميناء العقبة .
* تم الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية الايرانية على انشاء سكك حديدية تربطها بالعراق، ما تفاصيل هذا الاتفاق ومتى يبدأ العمل به؟
- لم يبق على ربط البصرة والعراق بشكل عام سككياً مع ايران الا 32 كيلومتراً وقد زرت طهران واستقبلت وزير النقل الايراني في البصرة وبغداد وتم الاتفاق على الانتهاء من هذه المسافة المتبقية وبناء جسر على شط العرب بطول 700 متر بتقدمة من الجمهورية الاسلامية الايرانية وبهذا سيكون العراق جزءاً من خط الحرير الممتد من بغداد الى الصين.
* ما طبيعة التعاون مع الاردن وهل من مشاريع مشتركة سيتم تنفيذها؟
- تم الاتفاق مع الاردن على تطوير الشركة المشتركة (الجسر العربي) ووضع اللبنة الاولى لمشروع بغداد – الانبار- العقبة سككياً وقد وقعنا مذكرات تفاهم لزيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين.
* تقوم بزيارة إلى فرنسا لإنهاء مشكلة عقد طائرات الايرباص الذي وقعه النظام السابق عام 1990. ماذا نتج عن هذه الزيارة؟
- زيارتنا الى فرنسا كانت ناجحة وبالأمس استلمنا معدات الاتوميشن الفرنسية الصنع الخاصة بالرقابة الجوية والان نستعد لشراء طائرتين من نوع ايرباص 330 وسنحصل على المبلغ الذي دفعه النظام السابق كمقدمة لشراء هذه الطائرات مع فوائدها.
