أصدر القسم الإقتصادي في إتحاد النقل الجوي "IATA" الرسم البياني الأسبوعي تحت عنوان "تحليل لسوق الركاب في قطاع النقل الجوي" مع بيانات شهر تشرين الثاني من العام 2020. وتشير الأرقام منذ بداية العام، إلى أن الركود في الطلب على السفر هو سيد الموقف ولا آمال في الإنتعاش في الربع الأول من العام بعد ارتفاع طفيف وواعد خلال فترة الصيف الشمالية. فقد سُجل ضعفٌ في الأداء والأرقام في الأسواق المحلية الموازية للأسواق العالمية التي اعتبِرت نقطة مضيئة في تعثر سوق النقل في عام 2020.
فيظهر الرسم البياني حركة حجوزات الركاب العالمية في الفترة الممتدة من كانون الثاني 2020 وحتى كانون الأول 2020 والتي توضح تطور الرغبة في السفر خلال الشهر الأخير من العام.
وشهد شهر تشرين الثاني من العام 2020 توقف الإنتعاش في أحجام الركاب في قطلع النقل الجوي في بحيث انخفضت الإيرادات على مستوى سوق الركاب (RPKs) بنسبة -70.3% على أساس سنوي في تشرين الثاني –وهو الإنكماش نفسه الذي شُهد في الشهر السابق. ومع عدم تعافي بعض الأسواق نتيجة الفايروس، تظهر البيانات المسجلة والمتوقعة أنه لن يكون هناك أي تحسن في أعداد الركاب المسافرة على المدى القريب. فبعد إنتعاش متواضع وإرتفاع مشتريات التذاكر في الأسبوع الثالث من شهر كانون الأول الماضي في فترة الأعياد بحيث خطط الناس لزيارة الأصدقاء والأقارب خلال موسم العطلات وبعد التسهيلات من قبل المماكة المتحدة في سياسىة إستقبال الركاب ومع ذلك، إنخفضت الأعداد ومبيعات التذاكر والحجوزات بعد 23 كانون الأول.
وكانت شركات الطيران حذرة حول إضافة المزيد من القدرات مرة أخرى إلى السوق، فعدد المقاعد المتاحة على مستوى الصناعة "ASKs" إنخفض بنسبة 58.6% على أساس سنوي في تشرين الثاني، بإنخفاض 1%، أصغر مما كانت عليه في تشرين الأول. بعيداً من أوروبا، أبلغت النطاقات الاُخرى عن تقلصات أقل في أرقام 2020. فقد إرتفعت أرقام خطوط أميركا اللاتينية الجوية بوتيرة أسرع من باقي المناطق لتسجل إرتفاع بلغ 8.2% على أساس السنوي الكلي الذي سجل إنخفاضاص بلغ -55%. لا تزال حركة الركاب الدولية قريبة من مستويات قياسية ضعيفة مع تسجيل مستوى سوق الركاب (RPKs) إنكماش متسارع بلغ -87.6% في تشرين الأول و -88.3% في تشرين الثاني مع الإختلاف بين االمناطق الجغرافية. أفادت شركات النقل الموجودة في إفريقيا بأن نتائجها في شهر كانون الثاني تحسن بإرتفاع 2% عن الشهر السابق. أما الشرق الأوسط فقد سجل إرتفاع طفيف لم يتخط ال 1% في حين سجلت أستراليا ثباتاً في أرقام الخسائر التي وصلت لـ 80% عن العام السابق. أما أميركا الشمالية فقد سجلت إنخفاضاً على غرار الشهر الماضي الذي سجل بـ 4.5% عن الشهر السابق، مع إرتفاع في السوق الصينية التي شهدت إرتفاعاً وصل حتى 4.8% عن العام السابق. وفي روسيا التي شهدت إرتفاعاً كبيراً في أعداد الحالات الإيجابية في فايروس كورونا، إنخفضت نسبة الركاب حتى 23% على أساس سنوي.
تسبب ظهور الفيروس في عدد من الدول والأسواق الرئيسية والقيود المفروضة على السفر في تأخير الانتعاش والحد من الإرتفاع الذي رافق الأسبوعين الأولين من شهر كانون الأول. وبالعودة إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، فقد سجل أكثر من 4.1 مليون شخص نتائج إيجابية بفيروس COVID – 19 في الأسبوع الأخير من كانون الأول 2020 وهو ضعف العدد مقارنة بنفس الأسبوع في تشرين الثاني من العام نفسه. أدى ظهور طفرات جديدة "أكثرعدوانية" في المملكة المتحدة خصوصاً والقيود المرتبطة إلى تفاقم الأزمة، مما أثر على الطلب -الضعيف أساساً- على الركاب في عدد من الأسواق الرئيسية بما فيها بعض الدول الأوروبية. مع تسجيل تعافي متسارع للشهر الثاني على التوالي في أسواق أميركا اللاتينية.
تظهر أرقام حجوزات التذاكر الجديدة بداية عام 2021 أنها لن تكون مشجعة لشركات الطيران مع عودة بعض الدول إلى سياسة الإقفال التام والتشدد في السفر. لم تغير أخبار اللقاح الإيجابية نوايا المسافرين بعد، وسيستغرق توزيع اللقاح بعض الوقت حتى يؤدي إلى تحسين أعداد الركاب في 2021. حتى ذلك الحين، يعتبر إنشاء نظام فحص ووقاية فعال ضد الفايروس من ضمن الحلول لمحاولة إستعادة الثقة بين الركاب والسفر.