سجّل الشهر الأول من عام 2021 إنطلاقة غير مشجعة بعد نهاية عام شهد تعثرات كبيرة في سوق النقل التجاري. ورغم التوقعات بإرتفاع حركة نقل الركاب نتيجة أخبار اللقاح والبدء بعمليات التلقيح في معظم دول العالم الكبرى، لم تفلح هذه الأخبار الإيجابية في إعادة الثقة إلى المسافرين، اذ لا يمكن النظر إلى أرقام 2021، دون العودة إلى نهاية 2020.
ففي الربع الأخير من العام 2020، بدأت دول أميركا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط بتخفيف القيود والسماح بالسفر الدولي، ما أدى إلى زيادة الطلب من الركاب على السفر. ومع ذلك، لم يدم التفاؤل طويلا حيث تأثر الانتعاش المتوقع في الطلب على السفر بانتشار المتغيرات الجديدة لـ COVID-19.
تم الإبلاغ عن المتغيرات الجديدة لـ COVID-19 لأول مرة في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل في كانون الأول 2020 وتم تأكيدها على أنها أكثر عدوى من سابقتها. منذ ظهور هذه المتغيرات الجديدة، أبلغت البلدان في جميع أنحاء العالم عن معدل انتشار أعلى واستجابت لها عبر وضع المزيد من القيود على السفر الدولي. هكذا تصرفت أوروبا، حيث أغلقت غالبية دول الإتحاد الأوروبي حدودها أمام جنوب إفريقيا والبرازيل لإحتواء إنتشار المتغيرات الجديدة.
مع هذه القيود الجديدة، من المتوقع أن يكون الطلب على السفر في الربع الأول من 2021 ضعيفاّ وهو ما بدا في الشهر الأول من العام بحيث يعتبر الأول من كانون الثاني 2021 اليوم الأقل تسجيلاً للرحلات التجارية بـ 55951 رحلة (97332 في 1/1/2020، و92417 في 1/1/2019) فيما كان الثالث من كانون الثاني الأكثر تسجيلاً بـ 74148 رحلة (118166في عام 17/1/2020, و112697 في 25/1/2019) مع عدد إجمالي بلغ 2,010,364 رحلة أقل من العامين السابقين (3439801 عام 2020 و 3247935 عام 2019) ما يعني إنخفاض بنسبة 44% عن 2020 و 41% عن 2019.
أما للنصف الثاني من عام 2021، وبشكل رئيسي فترة الصيف في نصف الكرة الشمالي، سيكون حاسما لإسترداد أعداد الركاب مع توقع حصول شركات الطيران على الجزء الأكبر من التدفق النقدي لهذا العام.
مع بدء تنفيذ برامج تطعيم COVID-19 في عدد من البلدان العالمية، سيشهد الربع الثالث إنتعاش حاد في الطلب على السفر. ومع ذلك، من أجل الانتعاش السريع، سيكون التعاون الدولي الفعال وكذلك الإعتراف المتبادل باللقاحات بين البلدان ذا أهمية رئيسية. ستحتاج شركات الطيران أيضا إلى دعم إضافي على المدى القريب حيث من الواضح أنه نتيجة لقيود السفر، ستستمر شركات الطيران بسياسة الـ “Cash Burn” أكثر من المتوقع في الأشهر القليلة القادمة.